إعطاء الانطلاقة لبرامج إنجاز المغرب بالجهة الشرقية بشراكة منظمة اليونيسف
الابتكار وريادة الأعمال دعامة أساسية لتنمية الشباب وتعزيز الاقتصاد الوطني
يُعتبر الابتكار ونشر ثقافة العمل الحر والمساهمة في بناء الفكر الريادي لدى الشباب من الركائز الأساسية الداعمة لنمو الاقتصاد المغربي وتحقيق التنمية المستدامة.
فرغم ما يتوفر عليه المغرب من طاقات شابة ومواهب متميزة، تكشف نتائج الميثاق الوطني للتربية والتكوين عن صعوبات كبيرة يواجهها الشباب في الاندماج بالحياة العملية، وضعف في التخطيط والتصور المستقبلي، ما أدى إلى غياب جيل من حاملي المشاريع القادرين على خدمة المجتمع بأساليب إبداعية وريادية خلاقة، في حين أنهم يمثلون رواد الأعمال في المستقبل.
للابتكار والإبداع دور محوري في تطوير المقاولة؛ إذ إن تنمية ريادة الأعمال وتحفيز التفكير الريادي لدى الشباب وتشجيعهم على المبادرة والابتكار عبر إشراك المقاولة في العملية التعليمية، يُعد من أنجع الحلول لنشر ثقافة ريادة الأعمال.
اتفاقية شراكة بين “إنجاز المغرب” و”اليونيسف”
في هذا الإطار، تم خلال الأسبوع الماضي توقيع اتفاقية شراكة بين جمعية إنجاز المغرب ومنظمة اليونيسف، في إطار الرؤية الشاملة والمخطط التكويني للجمعية.
وتفتح هذه الشراكة آفاقًا جديدة لإنجاز المغرب من خلال افتتاح فرع جديد بالجهة الشرقية، وضمان نشر برامجها التكوينية بالمؤسسات التعليمية في وجدة وبركان والناظور على المدى المتوسط والبعيد.
تندرج هذه المبادرة ضمن سياسة اليونيسف التعليمية الموجهة لفائدة الشباب في وضعية هشاشة، عبر إطلاق برنامج “فرصة” الذي يهدف إلى خلق روابط بين الشباب والمستشارين في القطاعين العام والخاص، من أجل تحسين قدراتهم وتسهيل اندماجهم في سوق الشغل، وهو أحد أهم أهداف المنظمة في مجال التعليم.
تعزيز الابتكار وجودة التعلم
تبرز اليونيسف من خلال هذه البرامج مدى أهمية الابتكار وروح المبادرة في تحفيز المواهب الشابة وتحسين جودة التعلم وتقليص الهدر المدرسي.
ويمثل دعم ريادة الأعمال تعزيزًا لقيم القيادة والتضامن والثقة بالنفس والإبداع، التي تشكل أساس بناء جيل جديد من الفاعلين الاقتصاديين.
التعاون المغربي – اليونيسف منذ 1958
منذ سنة 1958، تتعاون منظمة اليونيسف والمغرب في مجال حماية حقوق الطفل، من خلال دعم برامج الصحة، والتغذية، والتعليم النظامي وغير النظامي، وحماية حقوق الطفل، والمياه والصرف الصحي.
كما ساهمت المنظمة في تيسير ولوج الأطفال في وضعية هشاشة، خاصة في المناطق القروية والحضرية الفقيرة، إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية.
ويهدف برنامج التعاون بين اليونيسف والمغرب (2012 – 2016) إلى تحسين فرص التعليم الأساسي الجيد والمنصف للأطفال والمراهقين في وضعية هشاشة، من خلال برامج مثل “فرصة”، الذي أُطلق بشراكة مع وزارة الشؤون الخارجية والتنمية والتجارة الكندية، بهدف الحد من المعيقات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وتحسين المناهج والممارسات التعليمية وتعزيز الحكامة التربوية.
فرع جديد لإنجاز المغرب بالجهة الشرقية
بدعم من اليونيسف، افتتحت جمعية إنجاز المغرب فرعًا جديدًا بالجهة الشرقية لنشر برامج Junior Achievement العالمية الرائدة في التربية المقاولاتية منذ 1919، بهدف تعزيز مهارات ريادة الأعمال والتأهيل لسوق الشغل.
يمتد هذا البرنامج لمدة 26 شهرًا، ويستهدف تكوين 5080 شابًا وشابة في المؤسسات التعليمية الحكومية بمدن وجدة، بركان، والناظور، وتمكينهم من برنامجين تكوينيين على الأقل.
- الإعداديات: برنامج “إنها أعمالي” و”مقاولة طلابية”، يشمل 94 قسمًا (38 بوجدة، 28 ببركان، 28 بالناظور).
- الثانويات: برنامج “المقاولة الطلابية” و”المسار المهني الناجح”، يضم 54 قسمًا (38 بوجدة، 12 ببركان، 4 بالناظور).
وسيتم أيضًا تنظيم حملة تحسيسية حول حقوق الطفل لفائدة جميع الطلبة المشاركين.
خصصت اليونيسف ميزانية قدرها 2.4 مليون درهم لإنجاز المشروع.
تصريحات الشركاء
قالت ريجينا دي دومينسيس، ممثلة اليونيسف في المغرب:
“إعطاء جميع المراهقين والشباب في المغرب، خاصة في وضعية هشاشة، فرصة التطور والاندماج يجب أن يكون أولوية. شراكتنا مع إنجاز المغرب تأتي لتعزيز التزامنا تجاه أطفال المغرب، عبر تعبئة شريك قوي بخبرته في المجال الاقتصادي والتزامه الاجتماعي.”
من جهته، صرح محمد عباد الأندلسي، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية إنجاز المغرب:
“نحن فخورون بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، في أول شراكة من نوعها، لدعم برامجنا التي تهدف إلى تعزيز قدرات الشباب وتأهيلهم للاندماج في سوق الشغل.”
التعلم بالممارسة… مقاربة مبتكرة
تعتمد البرامج التكوينية لـ إنجاز المغرب على مبدأ “التعلم بالممارسة”، حيث يشارك التلاميذ في تجارب عملية تُكمل المناهج الدراسية، من خلال ترجمة وتكييف برامج Junior Achievement بما يلائم السياق المغربي.
يتعلم الطلبة عبر تطبيقات واقعية، كـ دراسة حالات، ولعب أدوار، وإنشاء مقاولة تلاميذية خلال السنة الدراسية، بما يعزز روح الاستقلالية والمبادرة والإبداع والمسؤولية والثقة بالنفس.
تعبئة أطر الشركات لتكوين الشباب
يتميز نهج إنجاز المغرب بإشراك أطر المقاولات في التكوين داخل الإعداديات والثانويات، لربط المدرسة بعالم الشغل والمقاولة.
ويهدف البرنامج إلى تحسين فرص تشغيل الشباب من خلال تدريبهم على ريادة الأعمال والاستعداد المهني، عبر برامج مثل:
- “مقاولة طلابية” و”إنها أعمالي” في مجال ريادة الأعمال.
- “المسار المهني الناجح” و”المبادئ الأساسية للمقاولة” في مجال الإعداد لسوق الشغل.
برامج تكوين رائدة
1. برنامج Company Program:
يتعلم التلاميذ كيفية إنشاء مقاولة صغيرة، بدءًا من اختيار الاسم وتصميم المنتج ودراسة الجدوى ووضع خطة العمل، وصولًا إلى الإنتاج والتسويق وتصفية الشركة في نهاية السنة الدراسية.
2. برنامج Career Success:
يتألف من ثماني حصص (90 دقيقة لكل واحدة) تُمكّن التلاميذ من اكتشاف مواهبهم وتقييم مهاراتهم وتوجيه مسارهم المهني.
3. برنامج Entrepreneurship Master Class:
ورشات تفاعلية للتعرف على عالم المقاولة من خلال تصنيع منتج بسيط، وتحديد الأسعار، والعمل الجماعي والمنافسة الودية.
4. برنامج It’s My Business:
برنامج متنوع يُعزز روح المبادرة عبر عرض نماذج ناجحة من رواد الأعمال، ويشجع الطلبة على ابتكار أفكار مشاريع وتسويقها ضمن منافسات تربوية محفزة.
تجربة رائدة في التوعية بحقوق الطفل
في إطار الشراكة مع اليونيسف، أطلقت إنجاز المغرب حملة “احترام حقوق الطفل” بالجهة الشرقية، لتوعية التلاميذ بحقوقهم في الحماية من العنف والإهمال وسوء المعاملة، وبحقهم في الراحة والترفيه والفنون والثقافة.
ولا يقتصر أثر الحملة على 5080 مستفيدًا مباشرًا، بل يشمل أيضًا المستشارين والمعلمين وجميع المتدخلين في المؤسسات التعليمية، مما يجعل التجربة نموذجًا يحتذى به في دمج التربية الحقوقية ضمن التعليم المقاولاتي.
